السلام عليكم
أول مقالاتي لتوثيق تجربتي مع ريتال على موقع ابن خلدون للتعليم المنزلي
والمقال الأول بعنوان :
نبض الأمومة
منذ أول لحظة علمت فيها أني أحمل في أحشائي جنينا
شعرت بالخوف وبكيت بكاءاً مريراً وارتعش جسدي
ولا أنسى أبدا كلمات أخي الذي كان بجواري في تلك اللحظه
وهو يضحك ويقول لي :
من يراك خائفة هكذا تبكين سيتخيل أنك غير متزوجة .. شفاكِ الله يا أختي
بعد حادث فقدان جنيني الأول كنت خائفة أن أمر بتلك التجربة مرة أخرى
خاصة أن حياتي كانت قد توقفت تقريبا للحفاظ على جنيني الأول
– رحمه الله –
كنت قد تركت عملي وتخليت عن طموحاتي الشخصية
من أجل النوم ممدة في سريري للحفاظ على جنيني.
كنت أخاف أن تعود حياتي متوقفة كسابق عهدها
منذ عدة أشهر قبل أن أحمل مرة أخرى
انا تلك المرأه التي لا تجلس أبدا
والتي لا تمل من العمل .. ولا من الحركة
تنام ممدة في سرير لا تتحرك !! فقط من أجل
الحفاظ على نطفة !!
لا تراها .. ولا تشعر بها .. وللتو تعلم بوجودها
من أين أتت تلك المسئولية ؟ يا الهي.. ما هذا !!
لم يشعر زوجي بطفلتي إلا وهي بين يديه
وكلما سألته هل تحبني أكثر أم تحب ذلك الجنين
الذي يسكن أحشائي؟
كان يجيب : بالطبع أحبك أكثر فأنا لا أعرف هذا
الجنين ولا أشعر به
وبعد أن وضعت جنيني بيوم واحد أعدت عليه
نفس السؤال
أتحبني أكثر أم تحب ريتال ؟
وضع عينيه على ريتال التي يحملها بين راحتيه
وهو يقول : سامحيني أحب ريتال أكثر
لم أغضب لأنه يحبها أكثر مني .. ولكني تعجبت
ليس من تغير حاله وحبه لها – فذلك شعور
طبيعي – .. بل من حالنا نحن الأمهات
ما كل هذه التضحيات التي نقوم بها من أول
لحظه نعلم فيها بحملنا ؟
من أين ياتي كل ذلك الحب فجأه وفي لمح البصر
؟ وكل ذلك الشجن وتلك العاطفة ؟
لأجل شيئ لا نراه ولا نشعر به ..فقط بمجرد أن
نعلم بأنه أصبح موجودا
وبمجرد علمنا بذلك .. تجدنا نضع يدنا عليه أسفل
منطقة البطن ..وكأننا نشعر به
ونعده بأننا سنحافظ عليه .. وأن نكون له نعم الأم
وفجأة تختفي من قاموس حياتنا أشياء كثيرة
قهوة – شاي – شيبسي – لحوم غير ناضجه (
بسطرمه وما شابه ) – الأكل خارج المنزل
ونتحول إلى كائنات صحية 100%
تتوقف تمرينات الأيروبيك القوية ونكتفي فقط
بحركات بسيطه ان كان مسموحا بذلك أصلا!!
نشرب اللبن كالأطفال من أجل بناء عظامه –
حتى وان كنا لانتحمل رائحته او طعمه –
ننام مبكرا ونستقظ مبكرا للحفاظ على راحتنا
من أجل بنيان قوي
نتحرك كالفراشات بخفة ونعومة وهدوء..
لا نتعصب لكي لا يتغير الدم المتدفق اليه
لا يعلو صوتنا حتى لا يتغير ضغطنا
تجدنا ودودات , لطيفات , نمتلئ بالمشاعر
الجياشة
نبكي لأتفه سبب ..
ونضحك لسبب أتفه من سابقه
نبني عالما جديدا ننسى فيه أنفسنا ونتذكر فقط .
. أننا أمهات
نحن الامهات منذ لحظة الحمل لم نعد نحن
والسبب فقط هو نبضة جديدة نبضت في القلب تسمى نبض الأمومة
انتظروني والمقال الثاني الأسبوع القادم بأمر الله
سلام الله عليكم 🙂