تحدثنا في الموضوع السابق عن المجموعه الأولى والثانيه ودمجهما معا كجزء
من الأنشطه الحسيه في منهج منتسوري وهي الاسطوانات ذات المقبض
وسنكمل الحديث بأمر الله الآن عن المجموعتين الثالثه والرابعه وطريقة الدمج التي
قمت بها
أحضرنا المجموعه الثالثه وهي مجموعه مختلفه في الطول والقطر فالقطر يزيد
والطول يقل وقامت ريتال باخراج الاسطوانات من أماكنها ووضعها على الطاوله
بهدوء وبترتيب عشوائي كما علمتها وبدأت في البحث عن أماكنهم
شعرت انه كان سهلأ عليها ان تنهيه سريعا لانها تعلمت من المجموعات السابقه
كثيرا عن العمق والقطر
فقررت أن ادمج الثلاث مجموعات سريعا حتى لا تنسى المجموعات السابقه في
البدايه وضعتهم على شكل مثلث كما في تطبيق النشاط ولكن لا أدري لماذا رفضت
ذلك وأخذت تجذبهم نحوها ولاتريدهم بهذا الشكل ( اعتقد انها تعودت مثلي على
كسر القواعد وان لاتقوم بالأنشطه كما هي بالضبط 😀 ) فتركتها كما تريد
ووضعتها لها بهذا الشكل وقصدت أن أبدل واحده في المنتصف وتكون عكس
الاتجاه حتى لا أُشتِتُها من البدايه لأن احجام الفراغ متقاربه
أنهتهم سريعا والحمد لله فشعرت انها تعودت على النشاط وقررت ان اجعلها تفكر
وتربط بين الثلاث مجموعات فوضعتها جميعا في اتجاه واحد من اليمين إلى اليسار
وهو اتجاه الكتابه العربيه كما ذكرنا في الجزء السابق ولاحظو معي جيدا ماذا فعلت
عندما شاهدتهم في هذا الوضع جميعا
لقد قارنت بينهم ولكن بطريقتها الخاصه فلقد أدركت ان حجم القطر في الثلاث
مجموعات تقريبا متساوي فأرادت ان تعرف العمق وبدأت في قياس العمق بأصابعها
الصغيره في القطر الصغير ويدها باكملها في القطر الكبير وهذا أذهلني لأول وهله
صراحة لأنني كنت اعتقد انها ستطيل النظر اليهم وتحاول بالاسطوانات ولكن ما
فعلته جعلني أدرك ان تغييري لبعض أجزاء النشاط واختباراتي لها مهمه لأنها
تجعلني أكتشف أشياء جديده في مدى وكيفية إدراك الطفل للأشياء من حوله
(ملحوظه : صور النشاط بأكمله ليس لى أي تدخل فيها سوى وضع المجموعات
بالطريقه التي أريد اختبارها به وجميع الصور التقطت مباشره وهيا تعمل دون ان
اطلب منها التوقف للتصوير فالتقطت صورا كثييييييييره جدا وانتقيت منها الصور
الواضحه وذلك لأنني كنت أريدها ان تعمل بحريه تامه وأن أرصد تفاعلها مع
النشاط دون تدخل مني بالتوقف للتصوير او غيره )
بعدما أنهت تجربتها في قياس العمق بدأت في العمل مره أخرى عن طريق
الإسطوانات وهذه المره كانت تنظر إلى الاسطوانه ثم تنظر إلى مجموعه معينه
وتضع بها الإسطوانه وكأنها قامت بقياس الاسطوانه بعينها بعد أن أدركت عمق
المجموعات بيدها وطبعا كانت تخطيء أحيانا وتصيب أحيانا أخرى وهذا من
أهم اهداف هذا النشاط التآزر البصري وإدراك الفراغات
ثم انهت الجميع واحتضنت المجموعات بيدها وهي فرحه بانتصارها …
فأتيت إليها بالمجموعه الرابعه وهي مختلفه عن المجموعات الثلاث السابقه في حجم
القطر لأن حجم القطر هنا ثابت ويتغير فقط الطول
وبعد أن فرغت منها قررنا ان نخوض التجربه الكبيره وهي الأربع اسطوانات معا
وكان هذا هو التحدي الكبير واليكم ما حدث
وضعت لها الاسطوانات بهذا الشكل وتعمدت ان اجعل القطعه الرابعه التي انتهت
منها توا في الوجه المقابل لها من الجهه الأخرى فقامت من على الكرسي الذي
تجلس عليه ووقفت تنظر اليهم وكأنها تدرس أرض المعركه ثم أزاحت الكرسي
جانبا فشعرت انها غير مرتاحه فسألتها هل تريد ان تؤدى النشاط على الأرض
فقالت لا ثم أخذت تنظر اليهم ودارت حول الطاوله واستقرت امام المجموعه
الرابعه وقررت أن تبدأ بها وفي الحقيقه لا أعلم هل السبب لأنها انهتها منذ
لحظات وتتذكرها أم لأنها القطعه المختلفه عنهم جميعا !!
وإذا اختلط عليها الأمر فأنها تضع اصبعها لتقيس به العمق
وهنا نظره عميقه وتفكير إلى اي واحده منهم تنتمي تلك القطعه ياتُرى …
قطعت شوطا كبيرا تصول وتجول حول الطاوله وتحاول وتقارن بين الإسطوانات
إلى ان انتهت من أحد المجموعات وكانت فرحة جدا وطلبت مني أن نضع
المجموعه التي أنهتها في مكان آخر فأخبرتها ان تضعها حيثما تريد فأخذتها
ووضعتها بجوار الطاوله ثم عادت لتكمل باقي المجموعات
وانتهت من مجموعة أخرى
ثم اخذتها ووضعتها إلى جوار أختها
ثم أنهت آخر مجموعتان وأتت بالمجموعات كلها على الطاوله واحتفلنا بإنجازها جميعا
منذ أن نجحت في إنهاء النشاط ونحن بين الحين والآخر نخرج الاسطوانات أحيانا
مجموعه واحده واحيانا مجموعتان وأحيانا أخرى الثلاث أو الأربع مجموعات
ونكرره حسب رغبتها ثم نعيده إلى مكانه مرة أخرى وكل مره يكون إنهاء النشاط
أسرع من المره السابقه وسنظل نفعل ذلك إن شاء الله إلى أن تصل إلى مرحلة
وضع كل إسطوانه في مكانها الصحيح من أول نظره وذلك ربما يستغرق وقتا طويلا
حتى يحين وقت استخدام النشاط وهي مغمضة العين ..
ألقاكم في الجزء القادم بأمر الله وسنتحدث فيه بالتفصيل عن المفاهيم اللغويه المكتسبه
من نشاط الإسطوانات ذات المقبض ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته 🙂